«صدمة في سوق الذهب السعودي» تباين هائل بأسعار المعدن النفيس اليوم، هل حان الوقت للشراء أم البيع؟

في تطور صادم يهز أركان سوق الذهب السعودي، تشهد المملكة اليوم فجوة سعرية قياسية تصل إلى 130 ريالاً للجرام الواحد بين أسعار الذهب الجديد والمستعمل، في أكبر تباين سعري منذ سنوات. كل دقيقة تمر دون متابعة هذه التحركات الجنونية قد تكلفك مئات الريالات، والخبراء يحذرون: الوضع الحالي يخفي فرصاً ذهبية للأذكياء وكوابيس مالية للمترددين.

الأوضاع كالآتي:

تكشف الأرقام اليوم عن واقع صادم، حيث بلغت الفجوة في عيار 18 الشائع 130.61 ريال للجرام، ما يعني خسارة فورية بنسبة 17% لمن يشتري ذهباً جديداً ويرغب في بيعه فوراً، “السوق يشهد حالة من عدم اليقين تتطلب حذراً شديداً من المستثمرين”، كما يقول د. سامي العتيبي، خبير الأسواق المالية، بينما تروي أم محمد من الرياض معاناتها قائلةً: “اشتريت طقماً بـ 15 ألف ريال واكتشفت أن قيمته لا تتجاوز 12 ألف عند البيع”؛ هذا المشهد يذكرنا بتقلبات 2020 المدمرة، لكن الوضع الحالي أكثر تعقيداً وخطورة.

أثر الأونصة العالمية:

تراجع الأونصة العالمية خلال عطلة نهاية الأسبوع فجر هذا البركان السعري في المملكة، حيث تأثرت جميع العيارات بموجة من التذبذبات العنيفة، الضغوط الاقتصادية العالمية وتحركات الدولار الأمريكي تضغط بقوة على الأسعار المحلية، بينما يتوقع الخبراء مزيد من التقلبات الحادة خلال الأسابيع القادمة، فهد الشمري، صائغ من جدة، يشهد على تغيير سلوك المستهلكين، ويقول: “نرى إقبالاً متزايداً على الذهب المستعمل من المستثمرين الأذكياء”، مشيراً إلى أن التجار أنفسهم في حيرة من أمرهم أمام هذه التقلبات غير المسبوقة.

تأثير الظروف الراهنة على الأسر:

هذا الزلزال السعري يجبر آلاف العائلات السعودية على تأجيل خطط شراء المجوهرات للمناسبات القادمة، بينما يعيد المستثمرون تقييم استراتيجياتهم بالكامل، خالد المطيري، الذي راكم 500 جرام من الذهب المستعمل، يصف الوضع بالقول: “إنها لعبة خطيرة تتطلب أعصاباً من فولاذ”، الفرص الاستثمارية موجودة لكنها محفوفة بمخاطر جسيمة، حيث تنقسم الآراء بين محافظ يفضل الانتظار ومغامر يراهن على الشراء بالأسعار المنخفضة، ومتشائم يتوقع مزيداً من التراجع.

قراءة المشهد المستقبلي:

في ظل هذه العاصفة السعرية التي تضرب أسواق الذهب السعودية، تبقى الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مصير استثمارات الملايين من المواطنين، الخبراء يؤكدون ضرورة مراقبة الأسعار كل ساعة واستشارة المختصين قبل اتخاذ أي قرار مصيري، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون من الرابحين في هذه اللعبة الخطيرة التي تعيد تشكيل خريطة الاستثمار في المملكة، أم ستنضم إلى قافلة الخاسرين الذين يدفعون الثمن غالياً؟