«فضيحة أسعار الذهب في اليمن تتفاقم» الفارق الشاسع بين صنعاء وعدن يصل إلى 300%!

في صدمة اقتصادية تهز اليمن من الشمال إلى الجنوب، ظهرت فجوة مدمرة في أسعار الذهب، حيث أظهرت البيانات اليوم الثلاثاء أن جرام الذهب عيار 21 يُباع في عدن بسعر 200 ألف ريال، بينما يبلغ سعره في صنعاء 51 ألف ريال فقط، مما يعني إمكانية شراء 4 جرامات كاملة في صنعاء بسعر جرام واحد في عدن، وهذه الفجوة غير المسبوقة تعكس تحديات اقتصادية لم يشهدها اليمن منذ عقود.
فاطمة أحمد، أم لثلاثة أطفال من تعز، تقف متأثرة أمام محل الصاغة في عدن، وعيناها تغمرهما الدموع، حيث تقول: “كنت أحلم بشراء طقم ذهب لابنتي العروس، لكن راتب زوجها لا يكفي حتى لجرام واحد”، مشيرة إلى معاناة الآباء في مواجهة الأسعار المرتفعة، بينما تكشف الأرقام الرسمية أن الفجوة البالغة 50 ألف ريال تُعادل راتب موظف كامل في بعض القطاعات الحكومية.
قد يعجبك أيضا :
تعود جذور تلك الكارثة الاقتصادية إلى انقسام اليمن منذ 2014، حيث أدت السيطرة المختلفة على الموانئ والمعابر إلى نشوء اقتصادين منفصلين، ويشير د. محمد الحضرمي، الخبير الاقتصادي، إلى أن “الوضع خطير ويهدد الاستقرار الاقتصادي في كلا المنطقتين، والفجوة الحالية تشبه ما حدث أثناء حصار بغداد في العصر العباسي”، مضيفاً أن اختلاف أسعار الصرف وطرق التهريب تعمق هذه الأزمة، وتخلق فرقاً بين أسعار المدينتين كالفارق بين سعر الماء في الصحراء والنهر.
في الواقع، تعاني العائلات اليمنية من مأساة حقيقية، حيث تم تأجيل المئات من حفلات الزفاف في عدن بسبب عجز الأسر عن شراء الذهب التقليدي للعرائس، ويكشف عبدالله المقطري، تاجر ذهب نجح في تحقيق أرباح كبيرة من نقل الذهب بين المدن، قائلاً: “أحقق في رحلة واحدة ما كنت أحققه في شهر كامل قبل الحرب، لكن المخاطر مضاعفة والطرق محفوفة بالمجهول”، مما أدى إلى انتعاش تجارة التهريب بصورة مقلقة، في وقت تتراجع فيه الثقة في العملة المحلية.
قد يعجبك أيضا :
يتوقع الخبراء سيناريوهات متضاربة، منها توحيد السوق النقدي في المستقبل القريب، أو انهيار كامل لقيمة الريال في إحدى المناطق، حيث يختتم صالح الصنعاني، الصائغ الخمسيني الذي شهد سنوات من التقلبات، حديثه بلغة حسرة، قائلاً: “في الماضي كان الذهب رمزاً للكرامة والعزة، أما اليوم فقد أصبح حلماً بعيد المنال لمعظم اليمنيين”، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: إلى متى ستصمد العائلات اليمنية أمام هذه المأساة الاقتصادية التي تحطم أحلام الأجيال؟




