«فضائح اقتصادية» فجوة هائلة تصل إلى 300% في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء… الدولار ينطلق نحو 1633 ريال!

في أكبر أزمة نقدية تواجهها المنطقة العربية منذ عقود، ظهرت أزمة مدمرة تهدد بتفتيت الاقتصاد اليمني إلى شظايا يصعب إعادتها إلى حالتها السابقة. الفجوة الجهنمية في أسعار صرف الدولار بين عدن وصنعاء تصل إلى 203%، حيث يقفز الدولار إلى 1633 ريالاً في عدن، مقابل 540 ريالاً في صنعاء. الدولار الواحد يوفر طعاماً لأسرة كاملة في صنعاء، بينما لا يكفي سوى لوجبة واحدة في عدن، في مشهد يتجاوز التصور الاقتصادي.
أحمد الشامي، موظف حكومي في صنعاء، يحتاج إلى ثلاثة أيام إضافية من العمل لشراء ما يفعله زميله في عدن بيوم واحد، ويقول أحمد بصوت مرتجف: “أشعر بالاختناق كلما حاولت تحويل أموال لأهلي في عدن”، مع تساقط دموع الإحباط من عينيه. الأرقام تشير إلى كارثة: فجوة مالية مدمره بمقدار 1098 ريال يمني بين سعر الدولار في المدينتين، وفرق يبلغ 285 ريالاً في أسعار الريال السعودي. يحذر د. سالم، أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء، بشدة: “هذا التباين الجنوني يهدد بنسف النسيج الاقتصادي اليمني بوتيرة مرعبة.”
قد يعجبك أيضا :
هذا الانقسام الاقتصادي المدمر لم يحدث في اليمن منذ ما قبل الوحدة عام 1990، بل يتجاوز الفجوات النقدية التي شهدها كل من فنزويلا ولبنان. الحرب المستمرة منذ 2015 وانقسام المؤسسات النقدية أوجدا اقتصادين منفصلين، حيث تسيطر سلطات مختلفة على البنك المركزي في كل منطقة. المضاربات المحمومة ونقص السيولة الأجنبية تدفعان الأسعار نحو الهاوية، بينما يستفيد محمد العدني، تاجر صرافة، من هذه الفوضى لتحقيق أرباح ضخمة باستغلال فروق الأسعار الهائلة بين المدينتين.
في أسواق الصرافة بعدن، تتعالى الأصوات وتختلط أنين المواطنين مع همسات عدّ الأوراق النقدية المهترئة، حيث تبكي فاطمة الحديدة، أم لخمسة أطفال، عجزها عن تحويل أموال زوجها المغترب بسعر عادل، إذ تقول: “أطفالي جوعى، وأنا لا أستطيع شراء الخبز بهذه الأسعار المجنونة.” كل لحظة تمر تضاعف معاناة 30 مليون يمني محاصرين في دوامة اقتصادية لا تنتهي، وتشير التوقعات إلى تفاقم الوضع ما لم تتدخل قوى دولية فوراً لتوحيد النظام النقدي قبل الانهيار الكامل للعملة المحلية.
قد يعجبك أيضا :
اليوم، يقف اليمن على حافة الهاوية الاقتصادية، والفجوة المدمرة البالغة 203% تهدد بتفتيت ما تبقى من النسيج الاجتماعي، إما من خلال توحيد نقدي عاجل، أو حدوث انهيار اقتصادي شامل، فلا خيار ثالث، الوقت ينفد بسرعة مذهلة، والتدخل الدولي والشعبي العاجل أصبح ضرورة ملحة لبقاء البلاد. السؤال المُقلق: كم من الوقت يحتاج الريال اليمني للوصول إلى الصفر المطلق؟




