أخبار العالم

«استقرار سعر الدولار في البنك المركزي بصنعاء عند 530 ريال» ماذا يعني ذلك لجيوب المواطنين؟

في زمن تتغير فيه أسعار الصرف كل ساعة، أعلن البنك المركزي اليمني في صنعاء تثبيت سعر الدولار عند 530.50 ريال يمني ليوم كامل – رقم يحكي قصة انهيار اقتصاد بأكمله. ما يشتريه اليمني اليوم بـ530 ريالاً، كان يشتريه جده بـ4 ريالات فقط، في مشهد يكشف حجم الكارثة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. كل يوم ثبات في هذه الأسعار المنهارة يُعتبر انتصاراً صغيراً وسط عاصفة اقتصادية لا تهدأ.

وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن البنك المركزي، ظل سعر الدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني عند 530.50 ريال دون تغيير، بينما استقر الريال السعودي عند 140 ريالاً يمنياً. محمد الصرافي، صاحب محل صرافة في صنعاء، يتنفس الصعداء: “يوم واحد بدون تقلبات يعني إمكانية النوم بهدوء نسبي.” الأرقام تتحدث عن نفسها: 530 ريالاً يمنياً تملأ جيباً كاملاً لشراء ما كان دولار واحد يشتريه قبل الحرب. البنك أكد استمرار مراقبة السوق مع إمكانية تغيير الأسعار فوراً عبر وحدة التعاملات بالنقد الأجنبي، مشيراً إلى خطوط الشكاوى المجانية للمواطنين.

قد يعجبك أيضا :

هذا الثبات المؤقت يأتي وسط أزمة اقتصادية ممتدة منذ 2015، حيث يعيش اليمن تحت وطأة انقسام مؤسسي حاد بين بنكين مركزيين. الحرب المستمرة، ونقص العملة الصعبة، وانقسام السلطات النقدية، كلها عوامل تجعل الريال اليمني مثل ورق الجرائد في قيمته الحقيقية. د. علي المالي، خبير اقتصادي يمني، يحذر: “انهيار العملة اليمنية أسرع من سقوط الأوراق في العاصفة، والثبات اليوم لا يعني استقراراً غداً.” المقارنات التاريخية تشير إلى تشابه مع انهيار العملة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى، مع فارق أن الأزمة اليمنية لا تلوح في الأفق نهايتها.

قد يعجبك أيضا :

أم أحمد، ربة بيت من صنعاء، تحاول يومياً شراء الأساسيات براتب زوجها المتضائل أمام ارتفاع الأسعار المستمر. “كل صباح أفتح عيني وأنا أتساءل: كم سيكون سعر الخبز اليوم؟” تقول بحزن عميق. التأثير على الحياة اليومية أصبح كابوساً: صعوبة التخطيط المالي، قلق مستمر من ارتفاع الأسعار، وتآكل قيمة المدخرات. عبدالله التاجر يشهد يومياً كيف تتذبذب أسعار البضائع مع كل همسة عن تغيير سعر الصرف. الفرص محدودة أمام الاستثمار في الذهب كملاذ آمن، بينما التحديات تتراكم: تضخم جامح محتمل، وصعوبة الاستيراد، ومخاطر اضطرابات اجتماعية.

قد يعجبك أيضا :

الثبات المؤقت اليوم لا يخفي حقيقة أن اليمن يقف على حافة انهيار اقتصادي كامل. مع استمرار الأزمة السياسية، تبقى التوقعات قاتمة: مزيد من التقلبات، وضغط متزايد على القوة الشرائية للمواطنين. الحل الوحيد يكمن في إيجاد توافق سياسي وإصلاح اقتصادي شامل، لكن السؤال المؤرق يبقى: هل سيستمر هذا الاستقرار المؤقت، أم أننا في هدوء ما قبل العاصفة الاقتصادية القادمة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى